تابع مقال هل أساس الحياة النفسية قائم على الشعور أم اللاشعور
-الاحلام اذ تعتبر مجال لظهور الرغبات اللاشعورية فمثلا : الطفل الذي حرم من لباس العيد يرى نفسه في الأحلام أنه داخل متجر مليئ بالألبسة الجميلة.
-النسيان :
إن الحوادث النفسية المؤلمة يميل الفرد إلى نسيانها وكبتها في اللاشعور ولعل تذكر المريض لعقده النفسية الناتجة عن الحوادث النفسية المؤلمة تؤدي إلى شفائه
-فلتات اللسان :
وهي تلك الهفوات التي تصدر عن لسان صاحبها أو قلمه ، فقد ينطق الفرد بعكس مايريد أن ينطق به ، مثلا عندما أريد أن أنادي على زميلي عبد المالك أنادي أكرم ذلك أن الساحة اللاشعورية كان مكبوت فيها أكرم.
ولعل إكتشاف فرويد للشعور جعله وقسم الجهاز النفسي إلى ثلاث أقسام وهي :
-الهو :
تتجمع فيه الدوافع والميول والرغبات العدوانية الصادرة عن الغرائز الجنسية غرائز الليبيدو تميل إلى العدوان مثل : الإنتحار
-الأنا:
النفس الواعية التي تتصرف وفق مقتضيات وظروف الواقع
-الأنا الأعلى : تتمثل في القوانين الإجتماعية والأخلاقية والدينية وظيفتها محاربة الهو
إذن فاللاشعور حقيقة نفسية واقعة فعلا
غير أن تغليب اللاشعور عن الشعور وإعطاء أولوية للغرائز لا ينسجم مع طبيعة الإنسان ككائن عاقل كما أن فرويد عندما أخضع سلوكات الإنسان إلى غرائز الليبيدو يجعلنا نفهم بأن الإنسان تسيره الغرائز كالحيوان ضف إلى ذلك أن فرضية اللاشعور لا ترتقي إلى مستوى الفرضية العلمية كما أن فرويد إقتصر على المرضى وأهمل الأصحاء ، ونتائج التنويم المغناطيسي كانت محدودة . كما أن نظرية فرويد إهتمت بسلوك الإنسان لاشعوريا وأهملت الظروف الإجتماعية وتأثيرها على السلوك ، بل أن تلاميذ فرويد رفضوا إرجاع اللاشعور إلى الليبيدو فمثلا ألفريد أدلر أكد أن اللاشعور مصدره عقدة النفس والتعويض.
من خلال كل ماسبق وإنطلاقا من النظرية الكلاسكية و التي إهتمت بالحياة النفسية الشعورية وكذلك مدرسة التحليل النفسي التي إهتمت بالحياة النفسية اللاشعورية ، يظهر لنا موقف تركيبي يفسر لنا الحوادث النفسية المركبة من الشعور واللاشعور كعنصرين متكاملين بسبب وجود العديد من السلوكات والإنفعالات التي لا يمكن تفسيرها ضمن الشعور وحده ففرضية اللاشعور هي الاخرى ساهمت في تفسير هذه الأفعال والتي كانت في أغلب الأحيان غامضة أو غير معرفة ، بالإضافة إلى أن الغريزة الجنسية تبقى تشكل عنصرا فاعلا إلى جانب العقل وعليه نستنتج أن الإنسان مركب من عقل وغريزة (شعور ولاشعور).
أن الحوادث النفسية قائمة على اللاشعور وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها والدليل على ذلك أننا نقوم بسلوكات ندرك سببها كره مسلسلات اليهود ، بالإضافة إلى أن غرائزنا الجنسية تتجسد في حياتنا اليومية بعدة أشكال كالحب مثلا. كما أن أفعالنا الإعتيادية مبنية على التكرار وفي هذا يقول ليبنتز " إن العادة تجعلنا لا نشعر بصوت المطحنة أو ضجة الشلال"
كما أوضح فرويد أن تقسيمه للجهاز التنفسي ( الهو ، الأنا ، الأنا الأعلى )جاء من أجل تحقيق الإنسجام النفسي للفرد في حياته اليومية الواقعية.
الخاتمة
نستنتج مما سبق بأن الحياة النفسية تقوم على ثنائية متكاملة تتكون من الشعور واللاشعور ، فالشعور يعتبر مسألة حيوية نفسر من خلالها مختلف الحوادث النفسية لكي يتمكن الفرد من تحقيق التكيف مع الواقع ، واللاشعور بمخزونه المتنوع (المكبوتات) يساعد على إكتشاف تاريخ الفرد وماضيه الطفولي لتقويم سلوكه والتعرف على شخصيته إذن فالحياة النفسية تتأرجح بين الشعور واللاشعور معا وكما يقال ، اذا كان الشعور يشكل رأس الجبل وقمته فإن اللاشعور يمثل عمقه وقاعدته