الدرس السادس الذاكرة والعمليات المعرفية التخيّل والعادة
الفلسفة والعلوم الإنسانية بكالوريا
شرح تحليل تحضير ملخص الفلسفة والعلوم الإنسانية بكالوريا
مرحباً بكم أعزائي الطلاب والطالبات في موقع المعلم الناجح almalnaajih يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم حل من كتاب الفلسفة والعلوم الإنسانية. شرح وتحليل ملخص لما يأتي.. الدرس السادس – الذاكرة والعمليات المعرفية ( التخيّل والعادة
. وتكون الاجابة على النحو التالي
. الدرس السادس – الذاكرة والعمليات المعرفية ( التخيّل والعادة )16
أولاً – التخيّل :
- هو عملية عقلية معرفية عليا ، تسترجع الصور بعد غياب المثيرات أو الأشياء التي أحدثتها ، أو تُبدع صوراُ في تأليف جديد .
- ويعبّر التخيّل عن القدرة على إنشاء صور حسية وفكرية جديدة في الوعي الإنساني ، تعتمد على تشكيل الانطباعات المجّمعة من الواقع ، التي لا وجود لها في الواقع المدرك في لحظة معينة ، أو إنشاء صور جديدة من صور حاضرة أو ماضية بغض النظر عن الزمان والمكان .
- أو القدرة على تشكيل الصور والرموز العقلية للموضوعات والأشياء بعد غياب المثير الخارجي .
- وقد عد أفلاطون التخيّل وظيفة العقل والجسد ، أما أرسطو رآه عملية حركية تنشأ عن الإحساس ، وأنه فعالية ديناميكية .
- واعتبره ابن سينا إحدى القوى الخمس المدركة عند الإنسان والتي تعمل على تركيب الصور المحسوسة و معانيها و تقسيمها ، بقصد أم عشوائياً ، وهو يعمل في اليقظة والنوم بظهور الأحلام .
ثانياً – أهمية التخيّل : 1- يلجأ الفرد عند مواجهة مواقف الحياة على إدراكاته الحسية ، وإلى استخدام الرموز والصور الذهنية للتخطيط النظري لحل مشكلاته قبل حلّها عملياً .
2- وأحلام اليقظة – وهي شكل من أشكال التخيّل – وسيلة دفاع أولية يلجأ إليها الفرد لحماية ذاته
فتحقق له الشعور بالمتعة و السعادة عندما يواجه المواقف المحبطة والمؤلمة .
3- ويعد وسيلة تعلّم رئيسة فيتصور المتعلم المهارات أو المعلومات المطلوبة من خلال تصور خطواتها ومحتواها وآلية اكتسابها وتعلمها .
4- يساعد على تحويل المعرفة الواعية المدركة إلى معرفة تلقائية عفوية لاشعورية تنفذ آلياً
ويعد التخيّل وسيلة هامة من وسائل تغيير السلوك وتطوير الذات ، وتغيير السلوك يتطلب مبدأين :
المبدأ الأول : يؤكد أننا قبل فعل أي شيء ينبغي أن يُشكّل عقلنا صورة ذهنية لما يجب فعله .
و المبدأ الثاني : يشير أنه مع مرور الوقت تصبح المواقف و السلوكات تلقائية حسب صورتها في المثبتة في الذهن
وهذان المبدآن يفسران إخفاق أغلب الناس في تغيير عاداتهم السيئة ؟ بسبب استمرار صورة العادة السيئة في مخيّلتهم ، فيتصرفون وفقها . ولا تتغيّر السلوكات غير المرغوبة حتى تتغيّر الصورة اللاشعورية الموجودة عنها في المخيلة .
ثالثاً – وظيفة التخيّل : 1- التخيّل يدعم الذاكرة ، ويعد مساعداً رئيساً لها ، فالعلاقة بينهما طردية .
2- التخيّل يخدم الإبداع وحل المشكلات بعمل تصورات ذهنية متكاملة عن الموضوع المطلوب ، فهو أساس لكثير من الفنون والمهن .
3- للتخيّل وظيفة مهمة في توافق الفرد وتكيّفه مع ذاته وبيئته الخارجية ، لذلك يلجأ الفرد إلى التخيّل لإشباع بعض دوافعه وحاجاته بصورة خيالية عندما لايكون التكيف الفعّال ممكناً .
رابعاً- أنواع التخيّل : أ- هناك نوعين من التخيّل من حيث هو عملية عقلية ديناميكية :
1) التخيل التمثيلي : هو استرجاع مدركات ماضية دون تحديد زمانها ومكانها ، فهو تذكر من دون عنصر التعرّف (ذاكرة بلا تعرّف ) وتطغى عليه العناصر الذاتية فيوصف بأنه سلبي أو تقليدي
2) التخيّل الإنشائي أو الإبداعي : يتمثّل في ربط الصور بعضها ببعض فتتكوّن بناءات عقلية جديدة
أي إنشاء صور ووظائف جديدة يتم بها تجاوز الواقع ، كالتخيّل المرتبط بأحلام اليقظة وتحقيق الأماني والرغبات . وهذا النوع إيجابي وفعّال يقوم بتركيب الصور بأسلوب جديد يخالف الواقع .
ب – وهناك صنفين من التخيّل من حيث مستوى التقييد فيه :
1) تخيّل مقيّد : يوجهه الفرد إرادياً نحو تحقيق هدف معيّن ، كوضع مخطط ذهني لمشروع ما
أو ظهور أحلام اليقظة لتجاوز حالة ضغط ما أو مشكلة ما .
2) تخيّل حرّ : فيه يجول العقل دون غاية أو قصد ، ويظهر في الأحلام والأوهام . ويُقسم من حيث هدفه إلى نوعين هما : تخيّل إبداعي وتخيّل تفسيري . أما التخيّل الإبداعي : تأليف صوري في تراكيب جديدة . وفي التخيّل التفسيري يترجم فيه الإنسان ما يقرأ أو يسمع من وصف إلى خيال بوساطة الصور العقلية .
خامساً – التخيّل في المنظور النفسي :
- ينشأ التخيّل عند فرويد من صراع نفسي بين الغرائز الجنسية والعدوانية من جهة ، وضوابط المجتمع ومطالبه من جهة أخرى ، ويعبر عن ذلك بآلية دفاعية تسمى الإعلاء وفيها يُعبّر الفرد عن طاقاته الجنسية والعدوانية بصورة يقبلها المجتمع
- واعتبر يونغ الصور التخيلية مصدراً أساساً للإبداع ، أما سارين أوضحت أنّ التخيّل تقليد للحياة الحقيقية بواسطة التشابهات ؟ لأن الصورة الحقيقية إنما هي أشياء وحوادث وأفراد يشهدون هذه الأشياء والحوادث في مواقف معينة .
( الطفل الذي يرى دمية قد يتخيلها تبتسم ) والتخيّل يتغيّر .
- إن الاهتمام بالتخيّل تعدى الصعيد النظري إلى التجريب و الاختبار ، فالفرد نسيج من العقل والمادة يتفاعل أحدهما مع الآخر ، فالوظائف النفسية تحدث في العقل والتخيّل أحد القدرات العقلية
ويؤثر في شخصية الفرد ؛ فمن خلاله يرسم مستقبله ، ويعمل على تحقيقه مستفيداً من خبراته السابقة التي يستحضرها عن طريق التخيّل .
- ومن ناحية ثانية أكدت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين الإبداع والتخيّل تعتمد على نوع الأسلوب المعرفي السائد لدى الرد ، وللتخيّل وظيفة رئيسة أخرى بوصفه عملية كيميائية تتفاعل فيها القوى الفكرية والانفعالية ، وتنشّط التنبيه والطاقة وخلق العمل الإبداعي .
سادساً – العلاقة بين الذاكرة والتخيّل : - تشترك الذاكرة و التخيّل في استرجاع الصور الماضية ،
لكن الاسترجاع في التذكر يتم وفق محطات معينة ، أما في التخيّل ، فهو يتميّز بالحرية ، كونه أداة تحرّر من الزمان والمكان وسيطرة الواقع .
- ويعيد التخيّل إحياء الذاكرة ويبعث فيها الحيوية والمتعة ، وبالمقابل تساعد الذاكرة الخيال وتمده بعناصره الأساسية . ويصعب التمييز بينهما فعجز الذاكرة عن استرجاع الصور يجعلنا نملؤها بصور أخرى ، ثم نكتشف أنها تخالف الواقع .
- والذاكرة والتخيّل وظائف عقلية عليا ، فالذاكرة قدرة على استرجاع الخبرات الماضية ، أما التخيّل قدرة لإبداع صور من الواقع أو بعث أفكار جديدة في الذهن .
ويتحدد الاختلاف بين الذاكرة والتخيّل في عدة نقاط :
- عملية تخزين المعلومات السابقة تقوم بها الذاكرة و لا يقوم بها التخيّل لأنه إبداع لصور جديدة .
- والذاكرة تتصل بالشعور وترتبط بالواقع ومدركات وأحداث سابقة ، في حين يتجاوز التخيّل الواقع وقد يرتبط بالمستقبل
وتتفق الذاكرة مع التخيّل في عدة نقاط منها : - أنهما يتعلقان بالماضي . فالتذكر حفظ الأفكار
و ما يستقر في الذاكرة يتمّ تخيّله ، والاسترسال النفسي موجود في كليهما بنفس المستوى .
- والذاكرة شبيهة بالتخيّل في الاستدعاء و الاسترجاع في استمرارية الماضي .
- والصور تنزل إلى الشعور داخل كل من الذاكرة والتخيّل ، وإعادة الذكرى إلى نصابها قد يعني تخيّلها .
ومن ناحية أخرى : هناك تداخل بين الذاكرة والتخيّل بحيث يؤثر كل منهما بالآخر ، فالذاكرة تعود إلى الماضي والتخيّل يقوي التذكر ؟ لأن فيه قوة إبداع تجعل الذاكرة قوية .
- التخيّل موقف نفسي يقود إلى التذكر ، فالذاكرة تستعيد الماضي ليستمر التخيّل في بعث الصور وحل المشكلة ، فالذاكرة أداة وعي ، أما التخيّل فهو استمتاع بالفكر والصور إبداعية أم عادية .
سابعاً- العادة : تُعرّف العادة : بأنها سلوك مكتسب يتمثّل بإعادة الفعل الواحد مرات عديدة . وتختلف عن الغريزة التي هي سلوك فطري يتشابه به كل الأفراد .
- ويبدأ تكوّن العادة سلوكاً عن وعي واهتمام ، ثم يصبح سلوكاُ آلياً بتكراره فلا يحتاج إلى التفكير
- فالعادة نتيجة التكرار والوعي ، فلابد لاكتسابها أن يكون الفرد على مستوى معين من الوعي والإدراك لما يقوم به الفرد وكذلك الإرادة و الاهتمام إضافة إلى التكرار
- إن تكوين العادة يحتاج إلى شرطين هما : مرات تكرار الفعل ، والاهتمام ، فالتكرار هو العمل الجوهري والمباشر ، والإرادة والوعي والاهتمام عوامل متممة وغير مباشرة لتكوين العادات .
- ويعتقد كثير من علماء النفس أنّ الفرد يتعلم العادات إذا كانت نتائجها مقبولة لديه ( مكافأة أو تعزيز ) ، فإذا كانت العادة (مرضية للناس ) ممتعة حافظوا عليها ، وإلا تركوها إن لم تكن مرضية
مثل إضافة السكر للمشروبات ، وترك ذلك في حال الإصابة بمرض السّكّر .
ثامناً – أنواع العادات : - بعض العادات بسيطة تحتاج إلى حركات عضلية فقط ( فتح الباب )
وبعضها الآخر أكثر تعقيداً تتكون من أفكار ومواقف نتخذها تجاه أشياء معينة ، وأشخاص يسميها علماء النفس (( عادات التحكم )) ، بعضها عادات جيدة اعتماداً على تأثيرها على الآخرين ، وقد يتعلم الإنسان عادات سيئة ؟ لأنه يعتقد أنه يجني شيئاً منها ، لكنها تضايق الآخرين
تاسعاً – الذاكرة والعادة : وضع ( كلارك هل ) نظرية في التعلم تتمحور حول مفهوم العادة ، ورأى أن التعزيز يقوي أو يضعف الدافع للسلوك ، فالعادة تمثل لديه تغيّراً سلوكياً دائماً ، يربط بطريقة مستقرة بين مثير واستجابة بوجود التعزيز والمكافأة ، بحيث تزداد بازدياد مرات التعزيز
- وكلما كان الفاصل الزمني بين الاستجابة أو السلوك والتعزيز قصيراً كان حجم التعزيز وأهميته للفرد كبيراً ، فالتعلم يصبح سلوكاً يسهم في تشكيل عادات جديدة تنطبع في ذاكرة الفرد من خلال تكوين صور رمزية عن المثيرات المرافقة لسلوك التعلم .
- فالتكرار الذي يقوم به الفرد ليتعلم مادة ما ،يسهم في الربط بين الأجزاء المختلفة للمادة المتعلمة ، ربطاً آلياً يكفي عند استرجاع المادة أن يتذكر الكلمة الأولى حتى تتبعها سلسلة العناصر المترابطة المتداعية بصورة آلية (سلوك العادة ) ، دون بذل مجهود عقلي كبير لاسترجاع ما تعلمه سابقاً .
عاشراً – الذاكرة والذكاء : - هما عمليتان عقليتان تسهمان في اكتساب المعرفة وتنميتها ، وتنشطان التفكير الذي يمكن الفرد من التكيف مع محيطه ، وتبادل التأثير معه من خلال تزويده بالمعارف .
- ولهما خصائص نظرية مشتركة على مستوى الجهاز العصبي ، باعتبار أنهما فطريتان .
- كما أنهما تستفيدان من وظيفة اللغة بوصفها وسيلة أساسية لاستحضار الماضي بالنسبة للذاكرة أو حل المسائل النظرية والطارئة بالنسبة إلى الذكاء .
- ومن ناحية ثانية لكلٍ منهما وظيفة خاصة ؛ فالذاكرة هي التعامل مع الماضي واستحضاره بمستويات ودقة وسرعة مختلفة ، بينما لا يظهر الذكاء إلا في الحالات الجديدة غير المألوفة .
- والذاكرة تخضع لآلية خاصة في ضرورة تثبيت المعلومات ثم حفظها واسترجاعها ، و لا يحتاج الذكاء إلى الآلية نفسها ؟ لأنه يعتمد على سرعة الربط بين المفاهيم والمعلومات المختلفة آنياً .
- الذاكرة هي إعادة بناء الماضي حسب معطيات الحاضر ، بينما الذكاء يعكس قدرة فائقة على التركيز والانتباه لمعطيات الحاضر والتركيز فيها كما ترد إلى الذهن لأنه يعتمد على العمليات المعرفية العليا بالدرجة الأولى ، و رغم أن كلاً منهما يتوزع بين الأفراد ضمن مبدأ الفروق الفردية فإن الذكاء يرتبط بجانب خاص ، ويبرز في ميدان معين ، بينما الذاكرة أكثر عمومية ، وأكثر تأثراً بالعوامل النفسية والمعنوية والعاطفية على امتداد حياة الفرد ، في حين ينظر للذكاء على أنه أكثر تعبيراً على القدرات المعرفية .
- من ناحية أخرى يرتبط المصطلحان بعلاقة تداخل بوصفهما عمليتين ذهنيتين لايمكن التفكير دون الربط بينهما ؟ لأن الذاكرة تزوّد الذكاء بالمعلومات السابقة ، فتوفر عليه جهد التكرار ، وينعكس ذلك مباشرة على رفع مستوى الذكاء عند الفرد .