الدرس الخامس تحليل نص رقم 8 في فلسفة الحضارة ارنست كاسيرر
فلسفة وعلوم إنسانية
الدرس الخامس – تحليل نص رقم 8 ( في فلسفة الحضارة ) – أرنست كاسيرر
يقول الفيلسوف الألمانيّ ( أرنست كاسيرر ) في كتابه مدخل إلى فلسفة الحضارة الإنسانية :
1- عاش الإنسان في عالم مواد (موضوعات ) مدة طويلة قبل أن يعيش في عالم علمي . ومن قبل أن يجد سبيله إلى العلم لم تكن تجربته كتلةً لا شكل لها من التعبيرات الحسية ، بل كانت تجربته منظمة يحسن الإفصاح عنها ، وكان لها كيان محدد ، إلا أنّ الأفكار التي كانت تمنح هذا العالم وحدته التركيبية ليست من نوع الأفكار العلمية ، و لا تقف معها على مستوى واحد ، وإنما هي أفكار أسطورية أو لغوية ، وإذا حللناها وجدنا أنها ليست بسيطة أو "بدئية " – بأيّ حال ؛ لأنّ التصنيفات الأولى للظواهر الطبيعية ، تلك التصنيفات التي نجدها في اللغة والأسطورة ، أعقد وأكثر رقيّاً – في بعض الوجوه – من تصنيفاتنا العلمية ، لأنّ العلم يبدأ بالبحث عن البساطة ، ومن حكمه الأساسية : " البساطة خاتمة الحقيقة " وهذه البساطة المنطقية نهاية لا بداية ، والحضارة الإنسانية تبدأ بحالة معقدة متشابكة من حالات العقل الإنساني ، وتمرّ كل علومنا الطبيعية – على وجه التقريب – في مرحلة أسطورية . فعلم الصنعة في تاريخ الفكر العلمي يسبق الكيمياء ، والتنجيم سابق الفلك .
2- ... توصف الحضارة الإنسانية ، من حيث هي كلّ ، بأنها عملية تحرر ذاتي متدرّج لدى الإنسان وتمثّل اللغة والفن والدّين والعلم أوجهاً متنوعة في هذه العملية ، ففيها جميعاً يستكشف الإنسان قوة جديدة ويثبتها – قوة يبني بها عالمه – وهو عالم "مثالي " .
3- و لا تكفّ الفلسفة عن السعي لإيجاد وحدة أساسية لهذا العالم المثالي ، ولكنها لا تخلط هذه الوحدة بالبساطة ؛ لأنها لا تغفل ضروب التوتر والاحتكاك والمفارقات وأنواع الصراع العميق بين قوى الإنسان المختلفة .
4- وهذه كلّها لا ترتدّ إلى مقام مشترك ؛ لأنها تذهب في اتجاهات مختلفة وتخضع لمبادئ مختلفة كذلك إلا أنّ هذا التكثر والتباعد لا يدلاّن على انشقاق وانعدام انسجام ، فكل هذه الوظائف يكمّل أحدها الآخر ويتممّه ، وكلّ واحد يفتح أفقاً جديداً ويرينا مظهراً جديداً من مظاهر الإنسانية ،
فيكون المتنافر منسجماً مع نفسه ، وتتبادل الأضداد اعتمادها بعضها على بعض ، ولا تتبادل مناهضة أحدها الآخر ، ويكون الأمر كما قال هرقليطس : " انسجام في تضاد كحال القوس والقيثارة " .
الأنشطة :
1- اقرأ النص قراءة صامتة .
2- حدد الكلمات والمصطلحات غير المعروفة في النص ،ثم وضحها لتضيفها إلى قاموسك .
الكلمة المعنى مصطلح أم لا الكلمة المعنى مصطلح
أم لا
مواد/موضوعات محسوسات0جمادات تجربته منظمة مضبوطة . منسّقة
أسطورية .لغوية افتراضية / احتمالية بدئية بدائية / متخلّفة
التصنيفات الدراسات المنسقّة الإفصاح شرحها/ معرفتها / كشفها
كيان محدّد وجود واضح البحث عن البساطة المبادئ السهلة
البساطة المنطقية البراهين والأدلة علم الصنعة تركيب وتحليل المواد
التنجيم تأثير النجوم حسب مواقعها وحدة أساسية مقياس / معيار
ضروب أشكال المفارقات الغرائب / ما ليس متوقعاً
مقام أساس التكثر التعدد والتنوع
المتنافر المبعثر مناهضة مقاومة
3- استنتج الأفكار الرئيسة في النص ، ثم اشرحها .
1- بدأت الحضارة بمعرفة الموضوعات قبل معرفة المعقولات بأسلوب أسطوري أصبح علمياً فيما بعد
2- الحضارة الإنسانية عملية تحرر ذاتي يكتشف بها الإنسان القوة لبناء عالمه المثالي
3- تسعى الفلسفة لإيجاد المعايير الأساسية المناسبة للعالم المثالي
4- اختلاف قوى الإنسان وتنوعها يدلان على الثراء والتكامل وليس التنافر
4- حدد الأفكار الفرعية المتضمنة في الأفكار الرئيسة .
1- بدأت الحضارة بمعرفة الموضوعات قبل معرفة المعقولات بأسلوب أسطوري أصبح علمياً فيما بعد
أ- معرفة الإنسان للأشياء سبقت معرفته للمفاهيم العلمية .
ب- تلك التجربة التي سبقت المرحلة العلمية كانت منظمة واضحة محددة
ج- ولكنها (أي التجربة ) مختلفة عن الأفكار العلمية وعن مستواها .
د- التجربة هذه تحمل أفكاراً أسطورية أو لغوية تتسم بالرقي والتعقيد أكثر من العلم .
هـ- فالعلم يبدأ البحث عن البساطة ، وينتهي بالبساطة المنطقية
و- الحضارة الإنسانية تبدأ بحالة معقّدة ، وكل علم تبدأ بمرحلة أسطورية .
2- الحضارة الإنسانية عملية تحرر ذاتي يكتشف بها الإنسان القوة لبناء عالمه المثالي
أ - الحضارة الإنسانية من حيث كل ، هي عملية تحرر ذاتي متدرّج متعددة الأوجه بها يكتشف الإنسان القوة التي يبني فيها عالمه المثالي .
3- تسعى الفلسفة لإيجاد المعايير الأساسية المناسبة للعالم المثالي
أ - تسعى الفلسفة لإيجاد مبادئ أساسية لهذا العالم المثالي لا تتجاهل مفارقات وصراع قوى الإنسان
4- اختلاف قوى الإنسان وتنوعها يدلان على الثراء والتكامل وليس التنافر
أ- وهذه التناقضات لها اتجاهات مختلفة لا تدل على التفرّق والتشتّت ، بل على التنوع والتكامل .
ب - إنّ ما يبدو تنافراً ، هو تكامل الأضداد وليس تنافسها .
5- ضع مخططاً لبنية النص أو هيكليته مستعيناً بالأفكار الرئيسة والفرعية ، ثم حدد الروابط بينها .
بدأت حياة الإنسان بمعرفة المواد الحسية ، ثم تطورت ليعيش عالمه العلمي ، لقد بدأت تلك التجربة على شكل أفكار أسطورية معقدة وراقية ، بينما الأفكار العلمية تبدأ بأفكار أسطورية ثم تبحث عن البساطة المنطقية . لقد كانت الحضارة عملية تحرر ذاتي للإنسان تمنح الإنسان قوة بناء عالمه المثالي المنشود ، ولقد سعى الإنسان من خلال الفلسفة لإيجاد مبادئ أساسية لهذا العالم تراعى التنوع والاختلاف بين البشر ، وتحوله إلى تكامل وانسجام
6- ضع عنواناً مناسباً للنص .
عناوين مقترحة : 1- المعرفة والحضارة ، 2- الحضارة بين الأسطورة والعلم والفلسفة ،
3 - البناء المعرفي للحضارة ، 4 - الإنسان والتطور الحضاري .
التقويم
1- كيف كانت تجربة الإنسان قبل العيش في العالم العلمي ؟
ج- كان يعيش في عالم مواد (موضوعات ) تسوده الأفكار الأسطورية واللغوية
2- ما أوجه الحضارة ، وما أهميتها ؟
ج- أوجه الحضارة هي : اللغة والفن والدين والعلم ، أما أهميتها : تكمن في أن فيها يستكشف الإنسان القوة التي يبني بها عالمه المثالي (كما يحلم به )
3- لماذا تسعى الفلسفة إلى إيجاد وحدة أساسية للعالم المثالي في رأيك ؟ .
ج – لأن هذه الوحدة الأساسية هي السبيل للحفاظ على عالمه المثالي ، من خلال تحقيق الانسجام والتكامل بين الأضداد ، ونبذ المناهضة فيما بينها .
انتهى تحليل النص الثامن والأخير