ما هو الفرق بين حرف الجر إلى وحتى ؟
موقع & المعلم الناجح & يقدم لكم طلاب وطالبات >>اللغة العربية << فوائد نحوية شرح مبسط وملخص لأهم دروس >> قواعد النحو << والصرف والإعراب بالأمثلة والإجابة على أسئلتكم المتنوعة ومن أهمها إجابة السؤال ... ما هو الفرق بين حرف الجر إلى وحتى ؟
لذالك يطرح لكم "المعلم الناجح" الإجابة الصحيحة كالتالي
ما هو الفرق بين حرف الجر "إلى" وحتى ؟
اتفق العلماء قاطبة على أن كلا الحرفين يفيدان معنى الغاية ، وهذا معنى ظاهر لا خلاف فيه بين أهل العلم ، قال الجوهري في الصحاح : (( حتى . . . تكون بمنزلة إلى في الغاية والانتهاء )) ، ومع أن كلا الحرفين يتفقان في المعنى والعمل إلا أن هناك فروقا بينهما , على النحو التالي :
الفرق الأول : أن مجرور إلى ( يكون ظاهراً كقوله تعالى : ( ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ) ، ومضمرا كقوله تعالى ( وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ) .
بينما مجرور ( حتى ) لا يكون إلا ظاهراً كقوله تعالى : ( سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) . وهو مذهب الجمهور خلافا للمبرد والكوفيين , فيرون أن حتى تدخل على الضمير مستدلين بقول الشاعر :
فلا والله لا يلقاه ناس *** فتى حتاك يا ابن أبي يزيد
الشاهد [ حتاك] فقد دخلت على الضمير
ورده الجمهور بأنه ضرورة ، وقيل : إنه مصنوع .
الفرق الثاني : أن ( إلى ) تفيد معنى الغاية مطلقا ، بمعنى أنها تجر آخر الغاية زمانية كانت أو مكانية ، وغيرها ، فمن شواهد جرها آخر الغاية المكانية قوله جل وعلا : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) ، ومن شواهد جرها آخر الغاية الزمانية قوله تبارك وتعالى ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ ) .
أما ( حتى ) فـلا تجر إلا آخر جزء ، أو ملاقي آخر جزء ، بمعنى أنها لا تجر إلا آخر الغاية أو ملاقي آخر الغاية ، فمن شواهد جرها لآخر الغاية قوله تعالى ( ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ) فيوسف ـ عليه السلام ـ سيسجن حتى انتهاء غاية مدته طالت أم قصرت ، ومن شواهد جرها لمُلاقي آخر الغاية قوله تعالى سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) ، فمطلع الفجر ليس غاية الليل ، وإنما هو ملاقٍ لآخر الليل .
الفرق الثالث : أن مجرور ( إلى ) غير داخل في حكم ما قبلها ما لم توجد قرينة تدل على دخوله .ومن شواهد ذلك قوله سبحانه ) ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ ( فإلى ) تفيد أن (الليل ) ليس داخلا في حكم الصيام
فإن وُجدت قرينة تقتضي دخول مجرور ( إلى ) في حكم ما قبلها كان داخلا في الغاية ، كقول الله جل جلاله : ( فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ )، فبعض العلماء قال : إن ( إلى ) بمعنى ( مع ) قال أبوالسعود : (( الجمهور على دخول المرفقين في المغسول ولذلك قيل إلي بمعنى مع كما في قوله تعالى ( وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ )
أما مجرور( حتى ) فالغالب دخوله في حكم ما قبلها ، كدخول مطلع الفجر في فضل ليلة القدر الموعود به في قوله تعالى : ( سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) . ويؤيد ذلك قول السعدي في تفسيره : (( حتى مطلع الفجر أي مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر ))
"" موقع المعلم الناجح أحد مصادر العلم في متصفحات جوجل لكل العلوم والمعارف العلمية والثقافية ""