0 تصويتات
في تصنيف بكالوريا 2025 بواسطة (687ألف نقاط)

مقالة فلسفية حول العلاقات الاسرية والانظمة الاقتصادية والسياسية 

  نسعد بكم أعزائي الطلاب والطالبات في << المعلم الناجح >> يسرنا بزيارتكم أن نقدم الاجابة على أسئلتكم المتنوعة من مناهج التعليم الحديث من مصدرها الصحيح ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول... مقالة فلسفية حول العلاقات الاسرية والانظمة الاقتصادية والسياسية  .

الإجابة الصحيحة هي :  

مقال في العلاقات الاسرية والانظمة الاقتصادية والسياسية

المقدمة و طرح المشكلة : 

من الحقائق المسلم بها أن الإنسان منذ بواكير تاريخه لا يعيش في تفاعل مع الطبيعة فقط ، بل يعيش مع جماعة، في مجتمع . فهو كما يقول الفلاسفة و علماء الاجتماع كائن اجتماعي بطبعه لا يستطيع أن يحفظ وجوده في الواقع إلا من خلال الآخرين ، و من ثم نجد الإطار الاجتماعي بمثابة المبرر المنطقي من وراء ظهور المؤسسات و التنظيمات الثلاثة الأساسية : الأسرة و الاقتصاد و الدولة ، و من هذا نتساءل : إذا كان التغير الذي يتغلغل في حياتنا اليومية أصبح أمرا واقعا ، أليس من الحكمة إعادة قراءة مكتسباتنا القيمية و التراثية في مجال العلاقات الأسرية و نظمنا الاقتصادية و السياسية ؟

I – كيف بمكن للأسرة أن ترتقي بمكتسبات و قيم التراث باتجاه معالجة مشكلاتها الجديدة :

لا شك في أن المجتمع الإنساني لهذا العصر يدفع بالأسرة إلى إعادة تقويم وظيفتها الأخلاقية و التربوية في مواجهة شيوع نزعة التفكك الاجتماعي و التحلل من قيود الموروث ، و ما أدى إليه من تنامي روح المغامرة و التمرد على مستوى الأفراد ، مما يدعونا إلى التساؤل : إذا كانت الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع و ثمرة لنظام الزواج ، فما هو الدور الأساسي الذي تلعبه في النسق الاجتماعي ؟و إذا كانت الحياة الزوجية تتعرض لعوائق داخلية و خارجية تمثل تحديات أمام الأسرة ، فما هي هذه التحديات الجديدة ؟ و كيف السبيل إلى مواجهتها ؟

أولا : الأسرة كيان اجتماعي متطور : 

1 – الزواج أساس قيام الأسرة : إن الأسرة تساعد الفرد على الاندماج في المجتمع و قد تطورت من حالة التنظيم المشاعي التنظيم المعروف حاليا بالزواج الأحادي مرورا بالنظام الأميسي ( matriarcat ) ثم النظام الأبيسي ) patriarcat ) . 

2 – من الأسرة الممتدة إلى الأسرة النواة : الأسرة الممتدة هي الأسرة التي تشتمل على أكثر من جيلين : جيل الأجداد و جيل الآباء و جيل الأحفاد ، و لكن نظرا لتعقد أساليب الحياة المعاصرة اتجهت الأسر إلى الأسرة النواة المشتملة على الولدين و الأبناء فقط . 

ثانيا : مشكلاتها الوظيفية : 

1 – طبيعة وظائفها التنوع : للأسرة وظائف متعددة و من أهمها :

أ – وظيفة بيولوجية ، تتمثل في إنجاب الأطفال و حمايتهم وتنحصر في العلاقات الزوجية و الغريزة التي يحفظ بها النوع الإنساني .

ب – وظيفة سيكولوجية ، تتمثل في توفير الحب و الحنان و الرعاية النفسية للأطفال .

ج – وظيفة تربوية ، تتمثل في تربية الأطفال و تهيئتهم للتكيف مع الواقع الاجتماعي .  

د – وظيفة اقتصادية : تتمثل في توفير الحاجات الضرورية الأساسية لأعضائها .

2 – تحديات جديدة أمام الأسرة : 

إن اخطر ما يتهدد الأسرة هو النزعة الأنانية الفردية من احد أفرادها ، بالإضافة إلى أن الطلاق هو اكبر دليل على تصدع الأسرة و انهيار مقوماتها ،و مثل هذه التحديات الجديدة تعصف بكيان الأسرة مما يقتضي مواجهتها بعصرنة أساليب التربية . 

II- ثم كيف يتأتى للعمل أن يرفع من شأن تلك المكتسبات و القيم في ضوء تحديات العولمة ؟

- أولا : من العمل إلى الاقتصاد ( المبادئ و النظم ) : 

1 – تطور مفهوم العمل و إفرازاته الاقتصادية : 

إن المجتمعات البشرية في بداية تكوينها كانت تعيش على الأغلب نوعا من الاقتصاد البدائي حيث كان الإنسان جامعا للغذاء لا منتجا له ، و قد غلب على العمل الطابع الزراعي و هذا ما تجسد عند اليونانيين في مجتمع المدينة حيث وظف العبيد في العمل الزراعي ، و لكن لما جاء الإسلام غير النظرة إلى الشغل و أضفى عليه الجانب و حوله إلى قيمة أخلاقية عليا بل إلى عبادة . و هذا التطور أفرز آثارا اقتصادية أهمها : 

أ – الثروة الإنتاجية : و تتمثل في المنتجات و ما لزم منها لضمان استمرار الإنتاج . 

ب – ملكية الفرد و الجماعة لوسائل الإنتاج : تعبر الملكية الناتجة عن العمل سواء كانت خاصة أو عامة ، عن ميل فطري في الإنسان لتملك الإنتاج و وسائله . 

ج – المبادلة و تقسيم العمل : حين تنوعت حاجات الإنسان و نمت و تعددت السلع اضطر المجتمع إلى تقسيم العمل بين أفراده 

2 – النظم الاقتصادية و توجهاتها : 

 

السؤال : ما هو الشكل الأفضل لتنظيم الحياة الاقتصادية ، هل هو النظام الرأسمالي أم النظام الاشتراكي ؟ 

ثانيا : قيم العمل و تحديات العولمة : 

1 – قيم العمل في أبعاده الإنسانية : 

العمل مجهود يقوم به الإنسان بوعي منه بالأسباب و النتائج ، في إطار الإلزام الخلقي و الاجتماعي ، و ذلك من أجل تحقيق أمر نافع للفرد و الجماعة ، و بهذا المعنى يكون وسيلة لرقي الإنسان المادي و المعنوي ، فضلا عن أنه يعكس تطوره الاجتماعي و الاقتصادي .  

2 - العولمة ( المشكلات و الحلول ) : 

تمثل العولمة ذلك التدخل الواضح في أمور الاقتصاد و الاجتماع و السياسة و الثقافة و السلوك دون مراعاة الحدود السياسية للدول ذات السيادة ، فعلى المستوى الاقتصادي تفرض العولمة أن تجري العمليات الاقتصادية على نطاق عالمي بعيد عن سيطرة الدولة القومية ، فالاقتصاد المعولم يقع خارج نطاق تحكم الدولة القومية مما يزيد من حدة الصراع و التنافس بين الشركات المتعددة الجنسيات نظرا لوجود رأسمال طليق بلا قاعدة وطنية و بإدارة عالمية فتفقد الدولة الكير من وظائفها في المجالين الاقتصادي و العسكري ، و من آثار العولمة كذلك وجود فقراء في دول غنية نتيجة لتقليص المزايا الاجتماعية للعمال، و في النهاية فإن المستفيدين من العولمة هم أصحاب رؤوس الأموال .

منة جهة أخرى ، يرى بعض الدارسين أن العولمة تفتح فرصا هائلة لتحرر الإنسانية بما تتيحه من تفاعل بين مختلف مكوّناتها و بما تعمل على تحريره من طاقات و علاقات ، و على تجاوزه من محابس و مراقبات بفعل التدفق الحر للقيم و المنتجات و المعلومات و الأفكار و المخترعات . 

إن الاستفادة من العولمة يمكن أن تتحقق متى استلهمنا النموذج المطبق حاليا في بعض الأمم و الذي مكنها من أن تصبح ذات قدرات تنافسية أكبر ، و يرجع هذا إلى أن إحساس الفرد بالأمان الاجتماعي في بلده و تلقيه تعليما راقيا ، و مواكبته لكل التطورات التكنولوجية يجعله أكثر إبداعا و إنتاجية و أكثر إقبالا على اخذ المبادرة .  

III – و هل بوسع الدولة أن تراهن على تفعيل تراثها القومي بما يواكب تحولات العصر ؟ 

- أولا : وظيفة الدولة بين القانون و الأخلاق :

1 - الأركان القانونية الأربعة للدولة : 

للدولة أربعة شروط لقيامها هي : السكان ، الإقليم ، السلطة ، السيادة سواء كانت داخلية أو خارجية . 

2 – وظيفة الدولة من حيث هي حامية لقيم الفرد و راعية لها : 

أ – حماية القيم الفردية و الدفاع عنها : يرى جون لوك أن الدولة قامت أساسا من أجل حماية الأشخاص و ممتلكاتهم و حريتهم .

ب - غاية الدولة رعاية الصالح العام : و تتجلى هذه الرعاية في : الرعاية الاقتصادية و الاجتماعية ، و الرعاية السياسية .

- ثانيا : من مشروعية الحكم إلى عالمية النظام : 

1 – أسس السلطة السياسية الفردية ( الحكم المطلق ) : و هو من أقدم أنظمة الحكم التي عرفتها البشرية ، و قد دافع عنه بشدة و برره على نحو فلسفي الفيلسوف الانجليزي توماس هوبز ، و من أشكاله الرئيسية الحكم الملكي حيث يكون مصدر السلطة هو الوراثة ، الحكم الديني الثيوقراطي ، الحكم الاستبدادي حيث يكون مصدر السلطة هو القوة . 

2 – أسس السلطة السياسية الجماعية ( النظام الديمقراطي ) : و تعتبر الديمقراطية اليونانية من أشكالها البدائية ، و الديمقراطية هي نوع من الحكم الجماعي ،و يعتبر ج ج روسو أبرز من دافع عن النظام الديمقراطي ، حيث يتوقف مفهومها عنده على السيادة و الحرية و المساواة ، و السيد الحقيقي عنده هو الشعب و ليس الحاكم لأن هذا الأخير خاضع للإرادة العامة و للسلطة التشريعية ، و لذلك يقول : " ليس تأسيس الحكومة عقدا بل قانونا ، و أن الذين تودع لهم السلطة التنفيذية ليسوا أسيادا للشعب إنما موظفوه ، و بوسع الشعب رفعهم أو خلعهم عندما يرغب في ذلك " ، و عرفت الديمقراطية عبر التاريخ أشكالا مختلفة ، و من هذه الأشكال : 

أ - الديمقراطية المباشرة :و هي نظام الحكم الجماعي الذي ظهر في العهد اليوناني ، حيث كان النبلاء وحدهم يحق لهم الانتخاب و حضور المجالس ، ثم تطورت تلك الديمقراطية إلى جميع المواطنين الأثينيين ، غير أنه لا يعد مواطنا كل من ينتمي إلى الدولة ، بل المواطن الحق كل ذكر حر بلغ سن العشرين، و في حالات استثنائية كان الأثينيون يعطون حق المواطنة للأجانب .

ب – الديمقراطية التمثيلية :لما كان من المستحيل تطبيق الديمقراطية المباشرة في المجتمعات الحديثة و المعاصرة اتجه البشر إلى أسلوب آخر لتنفيذ إرادة الشعب و ممارسة السلطة باسمه و هي ما يعرف بالديمقراطية النيابية ، حيث يختار الشعب ممثليه عن طريق الانتخاب ، و قد عرفت الديمقراطية النيابية هي الأخرى شكلين رئيسيين هما : 

- الديمقراطية الليبرالية : وقد ارتبط وجودها بظهور السوق الرأسمالية و بروز الطبقة البرجوازية ، و يسمح فيها بالحرية السياسية ، و التعددية الحزبية ، أي أنها نقلت ميدان الحرية من مجال الاقتصاد إلى مجال السياسة ، كما هو سائد في أغلب الدول الأوربية الغربية حاليا .

- الديمقراطية الاشتراكية : و قد ارتبط وجودها بالفلسفة الاشتراكية ، لأن الديمقراطية لا تكون الا في المجتمعات التي تخلصت من الطبقية ، و في هذا النوع من الديمقراطية لا يسمح بالتعددية السياسية ، بل أن حزب واحد هو الذي يقود الدولة عن طريق الانتخاب من بين مرشحي الحزب كما هو سائد حاليا في الصين و في كوبا .

3 – الديمقراطية بين القيم العالمية و الخصوصيات المحلية : 

إن العلاقات الدولية المعاصرة تعاني من أزمة أخلاقية يصعب تجاوزها بمجرد سن قوانين دولية ، حتى و إن كانت هذه القوانين تجسد قانون المواطن العالمي ، ثم أن القول بفكرة المواطن العالمي يجعل من فكرة السيادة متناقضة لأن دعوة الدول للخضوع لهذا القانون و تجسيده في تشريعاتها تجعل السيادة لهذا القانون و ليس لسلطة الدولة . 

إن الذي يجعل كثيرا من الباحثين يتحدثون عن إمكانية تطبيق الديمقراطية ، بل ضرورة هذا التطبيق ، هو أن كثيرا من القيم التي جاءت بها الديمقراطية لا تتنافى مع ما في قيمنا التراثية و عدم التنافي شرط كاف لقبول الوافد الدخيل و تكييفه ليتسق مع القيم السائدة في المجتمع .   

الخاتمة و حل المشكلة : 

إن قيمنا الخلقية المستمدة من موروثنا الحضاري ، و مخزون العقيدة في الذاكرة الجماعية تتخلل كافة تنظيماتنا الاجتماعية ، بدءا من علاقاتنا الأسرية وصولا إلى نظمنا السياسية و الاقتصادية و بالتالي تبقى تلك القيم منهلا نتشرب منه و نبراسا نهتدي به كلما كنا في الحاجة إلى التعامل مع تطورات العصر التي تلاحقنا كل يوم كما تظل هذه القيم ذاتها في حاجة إلى مراجعة و إعادة قراءة عميقة و متأنية حتى تنشط تفاعلاتنا كسلوك جماعي منظم من جهة ، و تكييف مواقفنا مع ما استجد و ما يستجد في الخارج من تحولات كبرى من جهة أخرى .

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (687ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
مقالة فلسفية حول العلاقات الاسرية والانظمة الاقتصادية والسياسية

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى المعلم الناجح، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...